السبب الرئيسي في بدء وجود الصُّورُ الْمُشَوَّهَةُ عن الله هو سقوط الإنسان في الخطية، بعد أن كان يعيش مع في حياة مقدسة مع الله الخالق.
الله حينما خق الإنسان، خلقه في أبهي صورة ممكنة: وقال الله: “وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ” (تك1: 26،27).
وهذا ما يصفه القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات : (خلقتني إنسانًا كمحب للبشر، ولم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك، من أجل تعطفاتك الجزيلة كونني إذ لم أكن، أقمت السماء لي سقفًا، وثبت لي الأرض لأمشي عليها من أجلي ألجمت البحر، من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان، أخضعت كل شيئ تحت قدمي، لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك، أنت الذي جبلتني ووضعت يدك علي، ورسمت في صورة سلطانك ووضعت في موهبة النطق، وفتحت لي الفردوس لأتنعم) (القداس الغريغوري للقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات)
ولذلك كان من نتائج السقوط هو الحرمان من معيّة الله او الوجود في حضرة الله، ونتج عن ذلك السقوط، غربه الإنسان عن الله، وفي تلك الغربة، بدأ الإنسان يبتعد عن الله شيئا فشيئا، وبدأ ينشغل بأولويات حياتية أخري، فبدأ ينسي الله، وحينما توالت الاجيال البشرية، جيل بعد جيل، كانت تتوالي وتتابع في الغربه، ويزداد الجهل بالله، وليس فقط، بل وبدأت تتشكل هنا الصُّورُ الْمُشَوَّهَةُ عن الله بدعم فني متميز من عدو الخير، ذاك الذي بدأ بتكوين أول صورة مشوهة عن الله حينما قال:
تكوين 3: 1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، 3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
ورغم أن الله أعلنها لادم وحواء: فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا‘ الا أن عدو الخير بدأ في العمل علي تشويه الصوره وقال لَنْ تَمُوتَا!
هذا هو المنشأ الاساسي لبدء نشأة الصور المشوهة عن الله
وكان من النتائج الأساسية للسقوط:
- تعتيم وتشويه الصورة الإلهية في الإنسان: ودخول الموت الي حياة الانسان، تسبب في وجود الالام والامراض
- ضياع المواهب والعطايا الالهية من الانسان
- الانحراف المرضي للطاقات الروحية الارادية في الانسان والموت المزدوج بالجسد والروح
- بعد السقوط تغرّب الإنسان الجريح ووقع في حالة من التنافر والتضاد حيث صراع الحياة ما بعد السقوط، واصبح في حالة عداوة مع الله بسبب الخطية، واصبح في حالة صراع وتضاد مع نفسه بسبب ذلك التناقض الذي احتل مشاعره وافكاره جسديا ونفسيا وروحيا، وأيضا صار في حالة تناقض وتنازع وصراع مع باقي الخليقة حيث انه بسبب خطية الانسان صارت الخليقة الي باطل، وخضعت لعبودية الفساد
- وبالتالي فقدان ملكوت الله
- وبالتالي نتائج مادية وخيمة كالامراش والعمل الشاق والموت ومعاناة الحياة بكل صورها "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رو 6: 23).
وبالتالي من الضروري هنا أن نعيد اعلان بعض الحقائق الآتية:
اولاً
ثانياً
ثالثاً
رابعاً
خامساً