من الضروري جدي أن نكتشف بعض المصادر التي ساعدت علي تكوين الصور الذهنية المشوهة عن الله، فذلك إتجاه أساسي يساعد علي المعالجة والمواجهة، ولعل من ضمنها: 

  • 1- المصدر الأول: عدو الخير والسقوط في الخطيئة
  • 2- المصدر الثاني: بعض البشر (الأب والأم - بعض رجال الدين - بعض العاملين بمجال التدريس)
  • 3- المصدر الثالث: المشاعر المجروحة
  • 4- المصدر الرابع: عدم ادراك البعض لقصور اللغات المنطوقة في التعبير عن الذي لا بُنطق به 
  • 5- المصدر السادس: خبرات الحياة واحداثها
  • 6- المصدر السابع: المعتقدات الدينية الأخري المختلطة

1- المصدر الأول: عدو الخير والسقوط في الخطيئة

"وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ." (2 كو 11: 3).
"الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ." (2 كو 4: 4).
" إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. 5 هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ،(2 كو 10: 4، 5).

2- المصدر الثاني: بعض البشر (الأب والأم - بعض رجال الدين - بعض العاملين بمجال التدريس)

** عن الأب والأم حينما تكون التربية غير سليمه، فـ نربي أطفالاً ذات افكار مشوهة:
 "أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا." (كو 3: 21).
** عن بعض رجال الدين، وخصوصا للتأثيرات العميقة لبعض الناس بأفعال رجال الدين: 
"«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ." (مت 23: 13).
**"لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا." (مت 24: 24).

** عن بعض العاملين بمجال التدريس: فدائما ما تتأثر شخصيات التلاميذ بشخصيات معلميهم، لدرجه انهم يقولون (اذا أحبب التلميذ المعلم، فهو أحبّ المادة الدراسية التي يعلمها لها ويتقنها) ونحن الان نحيا في زمن يحتوي علي عدد لا يُستهان به من المعلمين الذين يحتاجون إلي التعلم والتعليم قبل أن يكونوا مسئولين عن تعليم آطفال أو تلاميذ في مختلف المراحل التعليمية، بل أن بعض الأنظمة التعليمية تساعد علي تخريج أجيال تعاني من الخوف والتردد وعدم الثقة في النفس، وكل ذلك ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر علي تكوين صوراَ مشوهّة عن الله

3- المصدر الثالث: المشاعر المجروحة نتيجة لمسببات مختلفة، والتي تنتهي بأسئلة توحي بعمق الجروح التي أصابت تلك المشاعر، فتجد بعض أصحاب المشاعر المجروحة يتساءلون: لماذا الحياة؟! لماذا أنا موجود؟! اين هو الله؟! وليس مستبعداً ان ينتقل البعض من مرحلة المشاعر المجروحة لي التجديف ومنها الي الالحاد إن لم يحدث شفاء.

4- المصدر الرابع: عدم ادراك البعض لقصور اللغات المنطوقة في التعبير عن الذي لا يُنْطَقُ بِهِ

  • "أنا أسف مكنتش أقصد.....صدقني مكنتش أأقصد" هكذا يقول بعض الأشخاص للبعض الآخر، أو يقولون (أنا أسف، لقد خانتني الألفاظ أو التعبيرات.....) ويقدمون الاعتذارات لبعضهم وهم في ملء الخجل وخصوصاً إذا كانت الأخطاء صعبة.
  • وإذا كانت هذه الأخطاء في التعبير ومقاصد التفكير تحدث بشكل ملحوظ بين بعض البشر والبعض الآخر مما يرون بعضهما بالعيان، فكم وكم إحتمالية حدوث نفس الأخطاء وأكثر منها وأعمق منها حينما نتحدث عن ذاك الذي لاَ يُنْطَقُ بِهِ
  • كيف يمكن لأفكارنا أن تنتج ألفاظاً لغوية دقيقة نعبر بها عن ذاك الذي لا يُنْطَقُ بِهِ
  • وهذا بالفعل ما نصليه في القداس الالهي، حينما يصرخ الكاهن ويقول: عالٍ فوق كل قوة النطق، وكل فكر العقل، غني مواهبك يا سيدنا. (صلاة الصلح للقديس يوحنا)
  • هنا البشر الناطقين يحاولون أن يعبرون بكلمات منطوقة عن ذاك الذي لا يُنْطَقُ بِهِ
  • إذا أتي أحد الشخاص ليلقي كلمه أمام رئيسه في العمل بخصوص أي مناسبهن فإنه يجلس ويقوم بعملية تحضير للتعبيرات وتجهيز لكلمة الخطابن حتي تخرج في أبهي صورة، وإذا كان هذا يحدث من بشر مع بشر آخر، فكم وكم حينما يكون الحديث عن الله واهب موهبة النطق للإنسان. 

تأمل ما تقوله كلمة الله وحاول أن تستوعب معي: 

  • "بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»." (1 كو 2: 9). وإذا كان هذا عن (مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ) فكم وكم يكون الكلام عن الله بذاته.
  • "الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،" (1 بط 1: 8).
  • فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،" (رؤ 1: 17).
  • " وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا." (رو 8: 26).
  • "أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا." (2 كو 12: 4).

ما الذي نريد التأكيد عليه في هذه الجزئية 

  • 1- كل تعبيراتنا عن الله في أدق صورة وأبهي كلمات ستبقي ناقصة،
  • 2- نحن نعبر بلغة بشرية منوطقة عن أمورلاَ يُنْطَقُ بِهَا فعلينا أن نستوعب الفجوة التي يمكن ان تحدث
  • 3- الذي لا يفهم جزئية النطق أو لا يدقق فيها او لا يهتم بفهمها فحتما سوف تتكون بداخله صوراً ذهنية مشوهة عن الله وحتما سيجد عدو الخير أول محفز فعلي لا يتواني عن مساعدته في تشويه الصور الذهنية بداخله عن الله
  • 4- من يقرأ كلمة الله في الكتاب المقدس، ويتعمق فيها بغرض الدراسة والبحث، ويبدأ في طرح الاسئلة، عليه أولاً أن يدرس خصائص اللغة البشرية والتراكيب اللغوية والبلاغية، لكي يتفهمها حينما يواجه قرائتها في مختلف النصوص الكتابية.
  • 5- علينا دائما أن نتذكر بإستمرار أن كل ما له علاقة بالشقاء والتعب والالم والمعاناه، لم يكن موجودا الا بوجود سقوط الانسان الاول من حضرة الوجود مع الله

5- المصدر السادس: خبرات الحياة واحداثها

مذكور في الكتاب المقدس بعد سقوط الإنسان في الخطيئة، أوصاف معبرة عن قسوة الحياة، وما من بشرٍ وُجد إلا وإحتك بهذه القسوة وتلك الصعوبات، فإما ان يُدرك الإنسان أصل هذه الصعوبات ويستنجد بنعمة الله في مواجهتها، او أن يستسلم الانسان لهذه الصعوبات بمساعدة عدو الخير، ويسلك في طريق التجديف "قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا." (مز 14: 1). وبذلك يكون عقل ذلك الانسان مهيأ تماماً لاستقبال الصور المشوهة عن الله، بل يستقبلها ويرسلها للآخرين.

مكتوب في الكتاب المقدس: 

  • "نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ." (1 يو 5: 19).
  • "أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ." (مز 90: 10).

6- المصدر السابع: المعتقدات الدينية الأخري المختلطة

العيش في مجتمعات ذات ثقافات مختلفة وذات معتقدات دينية غريبة، بلا شك يمثل مصدراً لا يمكن تجاهله في تكوين صوراً وأفكاراً مشوهة بالنسبة للفكر المسيحي مثل: الزواج قسمة ونصيب ، الحوادث والموت قضاء وقدر، الأرزاق محددة ومقسومة، قدرية كل الأحداث في الحياة الخير والشر ونسبته إلي الله.