حول خطورة هذه الصور المشوهة وأهمية تصحيحها، فلماذا هذا الموضوع في غاية الأهمية؟ الاجابه ببساطه، لآنه موضوع مرتبط بخلاص النفوس حسب التصريحات الكتابية الواضحة جداً

الصور المعرفية المشوهة = معرفة غير حقيقة = جهل بالحقيقية = هلاك، ولأن الشيطان مملوء حسداً، فهو يهدف الي زوال نعمة وجود الانسان مع الله فيجتهد في بذل كل مجهوداته لتنفيذ التشويه بكل السبل الممكنة

"لِذلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ." (إش 5: 13)."قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ." (هو 4: 6). "اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ»." (إش 1: 3).

الساعي الرسمي لتشوية أفكارنا عن الله هو عدو الخير منذ البدء، ولآن إبليس مملوء حسداً، ويتمني زوال النعمة من كل جنس البشرن فبدأ بممارسة كذبه مع حواء حينما قال لهما

وهذا ما يعلنه بوضوح الوحي الالهي في سفر الحكمة: "لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ،" (حك 2: 24).

وهكذا جاء في القداس الباسيلي للقديس باسيليوس الكبير ((يا الله العظيم الأبدي، الذي جبل الإنسان علي غير فساد. والموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس، هدمته، بالظهور المحيى الذي لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسـيــح.))

الهدف الأكبر لعدو الخير من تشويه أفكارنا عن الله هو أن يفصلنا عن الله ومحبته، هكذا حاول أن يفعل مع أيوب البار

 (أيوب ص1) "كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلًا وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي الله، وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ". [1]
"فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا "[7].
"فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟  لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيم،ٌ يَتَّقِي الله وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ" [8].
"فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ الله؟" [9]. 
"أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ، وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْه، فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ!" [10].

لقد بذل عدو الخير كل المجهودات في أن يفصل ايوب عن محبه الله بشكل دائم ونهائي، لكنه فشل فشلا كبيراً بسبب مساندة نعمة الله لآيوب البار

الاهتمام الأكبر للشيطان أن يجول ليصنع شراً ويقوم بتشويه كل ما يخص محبة الله لنا

  • "فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا»." (أي 1: 7).
  • "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (1 بط 5: 8).

ولذلك وبسبب كل هذا تجد الكثير من البشر ممن لديهم صوراً مشوهة عن الله يظنون في أن الله قد يكون ظالماً أو غير عادلاً أو يسكن في برج عالي ولا يهمه أمر البشر .....الي آخره من تلك الصور المشوهة