1- مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هناك طلاق، بل كان رجلا واحدة لامرأة واحدة. هكذا كان تعليم الرب يسوع اثناء تجسده: "فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5 وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 6 إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ»." (مت 19: 4-6) . وعندما لم يقبل اليهود ذلك الكلام، بدأوا يواجهون الرب بوصية الشريعة في العهد القديم حيث كانا مسموحا بالطلاق.divorce-1

2- الطلاق في العهد القديم تم التصريح به، من أجل قساوة قلوب الشعب، ليس من أجل انه نافع في ذاته، فلم يكن الطلاق في يوم من الايام حلا لا بشكل جزئي ولا بشكل كلي، وها هي المجتمعات التي تسمح بالطلاق، اصبحت مجتمعات مهلهلة تعاني من أقسي صور التفكك الأسري،  فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى الزَّوْجَةُ وَثِيقَةَ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟: وكانت اجابة الرب واضحة جدا، وهي ان هناك بعض الوصايا التي وضعت لأجل قساوة قلوب البشر منها "تصريح الطلاق بالعهد القديم"

أَجَابَ: «بِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ، سَمَحَ لَكُمْ مُوسَى بِتَطْلِيقِ زَوْجَاتِكُمْ. وَلَكِنَّ الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا مُنْذُ الْبَدْءِ. مت 19: 8 

3- الرب يسوع اراد ان يرتقي بالمؤمنين، فرفعهم درجةً الي أعلي من حيث العمق الروحي والنظرة المقدس الي الزواج، ورغم صعوبة الكلام علي اليهود بما فيهم التلاميذ، الا ان ذلك لم يمنع الرب يسوع من اعلان التعليم الصحيح (بخصوص الزوجة الواحدة) الذي يتفق مع الهدف الاسمي وهو خلاص الانسان، اقرأ هذا النص الكتابي بتركيز 

متي 19 
8 قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.divorce-2
9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».
10 قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»
11 فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم،

4- بولس الرسول يعلن القاعدة الأصلية للزواج، فيما معناه ضمنيا انه : لا ينبغي ان يكون هناك طلاق حتي ولو كان بسبب الزنا: وذلك يتضح بشدة في وصيته للأزواج التي يتم قراءتها في صلوات الاكليل المقدس "أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،" (أف 5: 25).

وهنا الأمر لا يحتمل تفاسير ولا تأويلات فعلي الرجل ان يحبوا نساؤهم كما أحب المسيح الكنيسة، والسؤال: كيف أحب المسيح الكنيسة؟ هل استبعد الزناة من محبته وخلاصه وغفرانه ورحمته؟! وطالما في محبة المسيح للكنيسة قبول للزناة وغفران وخلاص، فهكذا في محبة الزوج لزوجته ينبغي ان يكون هناك قبول وغفران وخلاص حتي لو سقطت فعليا في الزني، 

وحتما سيرفض الكثيرون هذا الكلام، بل ولن يطيقوا سماعه، مثله مثل الامور الروحانية الفوقانية الأخرى، وبتعبير الرب يسوع لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ، رغم ان كلام الرب يسوع هو روح وحياة "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،" (يو 6: 63).

نعود للسؤال مرة أخري: كيف أحب المسيح الكنيسة؟ حتي يقوم الزوج بتطبيق نفس المنهج مع زوجته عملا بالوصية الكتابية:  أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،" (أف 5: 25).

لقد أعلن الله عن كيف أحب شعبه وكنيسته في قصة هوشع النبي وزواجه من (جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ)، وهي اقوي نموذج توضيحي يشرح كيف أحب المسيح شعبه، القصة التي لا تترك مجالا للشك في انه علي المؤمن الحقيقي ان لا يقبل الطلاق حتي ولو بسبب الزنا

ولكن قبل ان تستعرض نموذج الحب الفائق هذا، اسأل نفسك بصفتك زوج: هل يمكنك قبول زوجتك مرة أخري اذا سقطت في الزنا؟ هل يمكن ان تغفر لها؟ هل يمكن أن يزداد حبك لها مهما انحرفت؟ أن كنت تشعر بقسوة في الكلام، فعليك أن تهدأ وتتذكر الوصية الكتابية المملوء رُوحٌ وَحَيَاةٌ: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،" (أف 5: 25). وفيما يلي ستري ما هو نموذج الحب الذي ينبغي أن تحب زوجتك من خلاله

(اقرأ سفر هوشع) او اسمع في دقائق معدودة نفس القصة من خلال الفيديو الاتي:

إن كنت تري صعوبة بالغة في قبول هذا الكلام فحتماً عليك بالاطلاع علي المقدمة المرتبطة جدا بنفس هذه الموضوع ((مَنْ يُطيقُ أنْ يَسمَعَ هَذَا الْكلاَم، من يمكنه أن يقبل هذا التعليم؟! مَا أَصْعَبَ هَذَا الْكَلاَم))Divorce-3

من يدرك معني هذه الوصية، يدرك أن أصل القاعدة رجل واحد وامرأة واحدة في علاقة دائمة لا تقبل الانفصال تحت اي ظرف من الظروف

نحن لا نغمض الاعين عن الفشل المتكرر في كثير من العلاقات الزوجية الغير ناجحة، مما انتج مجتمع ممزق مملوء بالتأزم والأزمات، الا ان هذا ليس بسبب  القانون الالهي، وانما بسبب غربتنا عن الله وعن قانونه الاساسي، وبسبب تشوهاتنا الروحية والنفسية، والفكرية، والأسس التي نبني عليها الزواج وتكوين العائلات، بعيدا كل البعد عن مصدر الحياة المستقرة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح.